top of page

مرثية الرقيم: رحلة فنية بين الحجر والذاكرة



في رحاب المعهد الفرنسي، وابتداءً من السابع من نيسان وحتى نهاية شهر أيار، يحتضن المعرض الفريد "مرثية الرقيم – Requiem for Reqem" أعمال المصورة والفنانة التشكيلية الفرنسية لورين تيريا، المعروفة باستكشافها البصري للطبقات الصخرية حول العالم. يأخذنا هذا المعرض في تجربة حسية داخل عالم الصخور في مدينة البتراء النبطية، التي كانت تُعرف قديمًا باسم 'الرقيم'.


لورين تيريا مع مدير المعهد الفرنسي في افتتاح معرضها
لورين تيريا مع مدير المعهد الفرنسي في افتتاح معرضها

تم الافتتاح في مساء السابع من نيسان بأجواء فنية مميزة، بحضور الفنانة لورين تيريا ومدير المعهد السيد لوك شوفاييه، وسط حضور لافت من محبّي الفن التشكيلي. وخلال الافتتاح، ألقت الفنانة كلمة مؤثرة تحدّثت فيها عن تجربتها الفنية في البتراء، المدينة التي حلمت بزيارتها منذ عقود. وعندما تحقق الحلم حسب قولها، لم تخيّب البتراء آمالها، بل فاقت توقّعاتها وألهمتها بشكل غير مسبوق — إلهام يتجلى بوضوح في طبيعة الأعمال المعروضة، التي تدعو المتلقي للتأمل في عمق الصخور والزمن.


يطمح المعرض إلى خلق بيئة تشبه المسرح النبطي المنحوت في الصخور، فخلال الافتتاح رافقه عرض سمعي بصوت الفنانة نفسها، وهي تلقي نصوصًا كُتبت في البتراء، مما أضفى بعدًا إضافيًا شعر فيه الزائر وكأن الصخور تروي قصصها بنفسها.



تيريا في حوار مع الجمهور أثناء افتتاح معرضها
تيريا في حوار مع الجمهور أثناء افتتاح معرضها

نظرة تشكيلية على الحجر

من خلال إقامتها الفنية في الأردن، تعمّقت لورين  في علاقتها الحسية والبصرية مع المادة. 

يجمع عمل الفنانة بين التصوير والرسم، حيث تنظر إلى الصخور كوثائق حيّة للزمن، تحكي عبر طبقاتها قصة التاريخ والوجود "جئتُ إلى الأردن لإقامة بحثية و فنية إبداعية، فطالما كنتُ شغوفة بالبتراء، فهي برأيي مكانًا ساحرًا للاستكشاف والتعبير عن رؤيتي الفنية، سواء في الرسم أو التصوير الفوتوغرافي."

في قلب صخور البتراء حيث يمتزج الضوء بالحجر، وجدت لورين نبع الإلهام لتطبع صورها على أقمشة شفافة، لتنسج عالماً تتداخل فيه الطبقات، ويتنقّل الزائر بين أزمنة متراكبة وظلال تنبض بسحر المكان. 

أضافت لورين:"بصفتي مصورة  دخلت عالم التصوير من خلال الرسم، أقول دائمًا إنني أُصوّر ما أراه في اللوحة. البتراء تُجسّد سموّ الإبداع الفني!"



تتجسّد أصداء مجردة من حجارة البترا الحمراء الوردية على القماش
تتجسّد أصداء مجردة من حجارة البترا الحمراء الوردية على القماش

من الصخر الصلب إلى النسيج اللين — فن ثيريا يتحرّك مع الريح
من الصخر الصلب إلى النسيج اللين — فن ثيريا يتحرّك مع الريح

الفنانة: رحلة من القانون إلى الفن

بدأت لورين مسيرتها المهنية كمحامية مدافعة عن حقوق النساء والأطفال، حيث أمضت عشرين عامًا في مرافعة الحق والعدالة. لكن شيئًا في داخلها كان يدعوها إلى التعبير بلغة أخرى — لغة الضوء واللون. 

تركت عالم القانون لتغوص في دراسة الفنون الجدارية والتشكيلية في فرنسا، لتبدأ رحلتها كرسّامة تجريدية تستخدم الأصباغ، والرمال، والأكاسيد لتشكيل جدران تنبض بالحياة والطاقة. ومع مرور الوقت، أصبح التصوير الفوتوغرافي امتدادًا طبيعيًا لأدواتها الفنية، تستكشف من خلاله العلاقة العميقة بين الزمن والمادة.


شاركت لورين في معارض دولية مرموقة، من بينها Phot’Aix في فرنسا، Un autre regard في كوريا الجنوبية، مهرجان French Festival في ماليزيا، وKyotographie في اليابان. وقد اقتنت أعمالها مؤسسات فنية بارزة، منها متحف GoEun في كوريا الجنوبية.


 ومؤخرًا، وسّعت لورين  حدود فنها عبر التعاون مع مصممي أزياء عالميين، حيث تنساب صورها على الأقمشة والمنسوجات، في لقاء بديع بين التصوير الفوتوغرافي وعالم الموضة.

Comments


bottom of page